responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 85
وَايضا قد آتاه الْحِكْمَةَ اى دعوة الخلق الى طريق الحق بالحكمة المؤتاة له من قبل ربه وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ من العلوم والحكم وآتاه من انواع المعجزات وخوارق العادات والارهاصات وَبالجملة لَوْلا دَفْعُ اللَّهِ الرقيب الحفيظ لحدوده بين عباده النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ اى ظلم بعض الظالمين بتقوية بعض المظلومين ونصره عليهم لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ التي هي منشأ الكون والفساد ومعدن الظلم والعناد وفشا فيها الجور والجدال فانحرفوا جميعا عن جادة العدالة الفطرة الإلهية وَلكِنَّ اللَّهَ المصلح لأحوال عباده ذُو فَضْلٍ كثير وطول عظيم عَلَى الْعالَمِينَ ليعتدلوا ويتمكنوا على أداء العبادة ومواظبة الطاعات بلا مزاحمة بعضهم بعضا ظلما وزورا
تِلْكَ المذكورات من الحكم والاحكام والحدود الموضوعة بين الأنام آياتُ اللَّهِ الدالة على توحيد ذاته وتعظيم شانه نَتْلُوها عَلَيْكَ يا أكمل الرسل ملتبسا بِالْحَقِّ المطابق للواقع وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ المتلوين عليهم آياتنا امتنانا لهم بل أنت من أفضلهم واكملهم
إذ تِلْكَ الرُّسُلُ المخصوصون بالوحي والإلهام والإنزال قد فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ بأنواع الفضائل والكمالات مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ معه وهو موسى الكليم صلوات الرّحمن عليه وسلامه وَمنهم من رَفَعَ بَعْضَهُمْ فوق بعض دَرَجاتٍ وهم ما ذكرهم الله سبحانه في كتابه بقوله في مواضع ورفعناه مكانا عليا ورفعنا كذا في وصف خلص أنبيائه فعليك استقصاؤها وَلا سيما قد آتَيْنا من بينهم عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ الواضحات الدالة على نبوته وَمع ذلك قد أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ المنزه عن رذائل الأغيار مطلقا الا وهو الذات البحت الخالص عن جميع القيود والاعتبارات ومع ذلك كم بين فضل عيسى عليه السّلام وفضل نبينا صلّى الله عليه وسلّم إذ قال سبحانه في حقه وأيدناه بروح القدس وفي شانه صلّى الله عليه وسلّم في مقام الامتنان الم نشرح ونوسع لك صدرك ايها المظهر الجامع الكامل بذاتنا المقدس عن الاحاطة مطلقا ووضعنا عنك وزرك اى هويتك التي بها انفصالك عنا الذي انقض اى كسر ظهرك قبل انكشافك بذاتنا كما انقض ظهور سائر المخلوقات الباقية وراء الحجاب وبعد ذلك رفعنا لك ذكرك الى ان قد وصلت إلينا وارتفعت الاثنينية بيننا لذلك قلت من أطاعني فقد أطاع الله وتفوهت بمن رآني فقد رأى الحق وقلنا لك مخاطبا متنبها على علو شانك وسمو برهانك ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله وغير ذلك من الرموز والإشارات الواردة في القرآن والحديث وبالجملة لم يقدر احد من الأنبياء صلوات الله عليهم ان يتفوه عن الرؤية واللقاء سوى نبينا صلّى الله عليه وسلّم فانه يقول رأيت ربي ليلة المعراج ولهذا نزل في شانه صلّى الله عليه وسلّم اليوم أكملت لكم دينكم الآية وقوله بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وغير ذلك من الآيات والأحاديث المشعرة للتوحيد الذاتي المسقط للاضافات والاعتبارات مطلقا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ الهادي للكل هداية جميع الناس مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ آمنوا لهم اى للأنبياء مِنْ بَعْدِهِمْ سيما مِنْ بَعْدِ ما قد جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ الواضحة لهم طريق الرشاد الباقية بعدهم بين أممهم لهدايتهم وإرشادهم وَلكِنِ قد جرت عادة الله وسنته ان يختلفوا ويقتتلوا حسب اقتضاء الأوصاف المتقابلة لذلك اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بنبي بعث إليهم وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ هدايتهم جميعا مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ الفاعل المختار يَفْعَلُ ما يُرِيدُ لا يسئل عن فعله انه حكيم حميد
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مقتضى ايمانكم قطع العلائق عن ما سوى الله سيما عن المزخرفات العائقة عن الميل الحقيقي نحوه أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ ابتلاء لإخلاصكم في ايمانكم

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست